ربما يكون الباحث، الذي زعم أنه أجرى أول تعديل جيني على أجنّة، مصاباً بنوع من متلازمة «دانينج كروجر الأخلاقية» أو «جهل المرء بجهله». وفي حوارات صحفية ورسالة فيديو ترويجية على موقع «يوتيوب»، أكّد الباحث الصيني «هي جيانكوي» أن تجربته ستُذكر باعتبارها تجربة رائدة وعلامة فارقة في التقدم العلمي.
لكن الوسط العلمي بأسره أدان إجراءه تجربة تعديل جيني على توأمتين في رحم الأم، بأنه غير أخلاقي وإهمال يرقى إلى مستوى الجريمة. وبرغم ذلك، لابد أن تُشجع هذه الحادثة العلماء على التفكير ملياً في مواقفهم.
ولا شك في أن الرغبة في الريادة جزءٌ من الثقافة العلمية. فمَن يكون في المقدمة يحظى بالمجد والسمعة والجوائز والنفوذ. وينصت الناس إليه، سواء أكان يمتلك قدراً من صواب الرأي أم لا. وبالطبع يحدث خلط بين كسر القواعد والتفكير المستقل والإبداع. وقد يكون عدم تأثر الشخص بالقواعد أساساً جوهرياً في السعي وراء المعرفة. ولننظر إلى العالم «جيمس واتسون» الذي عاد إلى الأخبار بفضل فيلم وثائقي جديد أنتجته قناة «بي بي إس». وكان «واتسون» فائزاً كبيراً في سباق اكتشاف تركيبة الحمض النووي الريبوزي (دي إن إي)، لكن أسلوبه المتغطرس والنرجسي الذي ساعده في تفكيره الإبداعي ودفعه إلى النجومية لاحقاً كلّفه وظيفته وأكسبه سمعة «المدعي العنصري».
وقد بدأت التفكير بشأن تأثير المنافسة العلمية أثناء مناقشة حالة التعديل الجيني الأخيرة مع «جوناثان كيميلمان»، عالم الأحياء في جامعة «ماكجيل». وقال «كيميلمان»: «إذا كنت باحثاً كثير التدقيق وصاحب ضمير حيّ، فهو أمر عظيم للمجتمع، لكن من المحتمل أن يكون سيئاً بالنسبة لعملك!».
وبرغم أن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى «هي» كـ«عالم مارق»، فإن ذلك ليس دقيقاً تماماً. ومثلما ذكر كيميلمان، «من المهم أن ندرك أن هذا الشخص تدرب في مؤسسات أميركية مرموقة، وهو نتاج البيئة العلمية المعروفة».
وألّف «كيميلمان» كتاباً عن التجارب العلاجية الجينية سيئة السمعة التي أجريت عام 1999 في جامعة «بنسلفانيا». وأظهرت التقارير الاستقصائية أن تعارض مصالح مالية، إلى جانب رغبة في أن يكونوا أبطالاً، قد دفع الباحثين هناك للإسراع بإجراء تجارب العلاج الجيني على البشر، مما أدى لحادث صادم نتج عنه وقف التجارب عندما قتل العلاج «جيسي جيلسنجر»، الذي خضع للتجربة، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً.
ولو لم يمت أي شخص، لربما حظي فريق البحث في جامعة «بنسلفانيا» بالترحيب باعتبارهم منتصرين. وبرغم ذلك، ستُذكر تجربة التعديل الجيني بأنها «غير أخلاقية»، حتى إذا بقيت التوأمتان بصحة جيدة، ذلك أن منافع التجربة هامشية مقارنة بالمخاطر، فالعلاج المستهدف كان جعل التوأمتان مقاومتين للفيروس المسبب للإيدز، فيما هناك أساليب أكثر أماناً وموثوقية لتفادي الإصابة.
وكمثال آخر على النرجسية، اتضح في حوارات متنوّعة مع «كاري موليس» الحاصل على جائزة نوبل عن عمله على رد فعل سلسلة إنزيم البوليمراز، وهي طريقة للكشف عن «الحمض النووي الريبوزي»، أحدثت ثورةً في الاختبارات الجينية والطب الجنائي. وفي كتابه المنشور عام 1999 «رعاع نوبل»، يزعم «موليس» أن فيروس «إتش آي في» لا يسبب نقص المناعة المكتسبة، وأن علماء النفس «حمقى» لأنهم لا يقبلون «التنجيم»!
وعادت قصة التوأمتين المعدلتين جينياً للواجهة عقب مزاعم بأن «هي» قد يواجه عقوبة الإعدام، غير أن حياته المهنية قد انتهت بالفعل. والدرس المستفاد من ذلك هو أن مكافأة الجرأة في الأبحاث الطبية على حساب الأمانة والدقة، أمر بالتأكيد ليس في مصلحتنا.
لكن الوسط العلمي بأسره أدان إجراءه تجربة تعديل جيني على توأمتين في رحم الأم، بأنه غير أخلاقي وإهمال يرقى إلى مستوى الجريمة. وبرغم ذلك، لابد أن تُشجع هذه الحادثة العلماء على التفكير ملياً في مواقفهم.
ولا شك في أن الرغبة في الريادة جزءٌ من الثقافة العلمية. فمَن يكون في المقدمة يحظى بالمجد والسمعة والجوائز والنفوذ. وينصت الناس إليه، سواء أكان يمتلك قدراً من صواب الرأي أم لا. وبالطبع يحدث خلط بين كسر القواعد والتفكير المستقل والإبداع. وقد يكون عدم تأثر الشخص بالقواعد أساساً جوهرياً في السعي وراء المعرفة. ولننظر إلى العالم «جيمس واتسون» الذي عاد إلى الأخبار بفضل فيلم وثائقي جديد أنتجته قناة «بي بي إس». وكان «واتسون» فائزاً كبيراً في سباق اكتشاف تركيبة الحمض النووي الريبوزي (دي إن إي)، لكن أسلوبه المتغطرس والنرجسي الذي ساعده في تفكيره الإبداعي ودفعه إلى النجومية لاحقاً كلّفه وظيفته وأكسبه سمعة «المدعي العنصري».
وقد بدأت التفكير بشأن تأثير المنافسة العلمية أثناء مناقشة حالة التعديل الجيني الأخيرة مع «جوناثان كيميلمان»، عالم الأحياء في جامعة «ماكجيل». وقال «كيميلمان»: «إذا كنت باحثاً كثير التدقيق وصاحب ضمير حيّ، فهو أمر عظيم للمجتمع، لكن من المحتمل أن يكون سيئاً بالنسبة لعملك!».
وبرغم أن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى «هي» كـ«عالم مارق»، فإن ذلك ليس دقيقاً تماماً. ومثلما ذكر كيميلمان، «من المهم أن ندرك أن هذا الشخص تدرب في مؤسسات أميركية مرموقة، وهو نتاج البيئة العلمية المعروفة».
وألّف «كيميلمان» كتاباً عن التجارب العلاجية الجينية سيئة السمعة التي أجريت عام 1999 في جامعة «بنسلفانيا». وأظهرت التقارير الاستقصائية أن تعارض مصالح مالية، إلى جانب رغبة في أن يكونوا أبطالاً، قد دفع الباحثين هناك للإسراع بإجراء تجارب العلاج الجيني على البشر، مما أدى لحادث صادم نتج عنه وقف التجارب عندما قتل العلاج «جيسي جيلسنجر»، الذي خضع للتجربة، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً.
ولو لم يمت أي شخص، لربما حظي فريق البحث في جامعة «بنسلفانيا» بالترحيب باعتبارهم منتصرين. وبرغم ذلك، ستُذكر تجربة التعديل الجيني بأنها «غير أخلاقية»، حتى إذا بقيت التوأمتان بصحة جيدة، ذلك أن منافع التجربة هامشية مقارنة بالمخاطر، فالعلاج المستهدف كان جعل التوأمتان مقاومتين للفيروس المسبب للإيدز، فيما هناك أساليب أكثر أماناً وموثوقية لتفادي الإصابة.
وكمثال آخر على النرجسية، اتضح في حوارات متنوّعة مع «كاري موليس» الحاصل على جائزة نوبل عن عمله على رد فعل سلسلة إنزيم البوليمراز، وهي طريقة للكشف عن «الحمض النووي الريبوزي»، أحدثت ثورةً في الاختبارات الجينية والطب الجنائي. وفي كتابه المنشور عام 1999 «رعاع نوبل»، يزعم «موليس» أن فيروس «إتش آي في» لا يسبب نقص المناعة المكتسبة، وأن علماء النفس «حمقى» لأنهم لا يقبلون «التنجيم»!
وعادت قصة التوأمتين المعدلتين جينياً للواجهة عقب مزاعم بأن «هي» قد يواجه عقوبة الإعدام، غير أن حياته المهنية قد انتهت بالفعل. والدرس المستفاد من ذلك هو أن مكافأة الجرأة في الأبحاث الطبية على حساب الأمانة والدقة، أمر بالتأكيد ليس في مصلحتنا.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»